كل الصعاب تهون مع الهدف الغالي
يشهد الشمال السوري المحرر في هذه الأيام من شهر كانون الأول موجة باردة قارسة، وخاصة بوجود مئات المخيمات على الشريط الحدودي، أناس لا يقيهم من برد الشتاء أو حر الصيف إلا قطعة قماش بلاستيكي، هجّرهم الأسد وروسيا من مدنهم وبلداتهم بقصف عدواني وحملات عسكرية عنيفة قتل فيها وجرح وهُجّر الآلاف من السكان صغارا وكبارا، ذنبهم الوحيد المطالبة بالحرية والعيش بكرامة وعزة.
في مثل هذا الوقت من السنة الماضية كانت معركة عنيفة في مناطق جنوب إدلب وجبل الزاوية قُصِفت البلدات بأطنان من الغارات الجوية، دمروا البيوت واستشهد الكثير من الناس كما جرح آخرون، فتهجّرت ونزحت العوائل للبحث عن أماكن آمنة تحتمي بها من همجية الروس والميليشيات الأسدية.
هذا جانب من الحقيقة التي عاشتها أغلب الأسر السورية في المناطق المحررة، وببرد الشتاء تزداد معاناة هذه الأسر والعوائل، ما بين فصل الصيف والشتاء، حيث في الصيف حرارة مفرطة وجو حار، وفي الشتاء يعانون من البرد القارس وهطول الثلوج، وتزيد المعاناة بغياب عوامل التدفئة، فأكثر ما يأوي الناس في المخيمات تلك قطعة من القماش الأبيض أو كيس أزرق بلاستيكي لا يسمن ولا يغني من شيء.